الزواج يُبنى على التفاصيل الصغيرة

اختلافُ الطبائعِ واردٌ جدًا بين الناس بشكل عام، حتى بين التوأم الواحد الذي قاسمه رحم أمه، فكل إنسان في هذه الحياة متفرد عن الآخر بطباعه وسلوكياته وتقلباته المزاجية وتعامله مع المواقف والضغوطات الحياتية، فكيف إن كان هذا الآخر هو شريك الحياة الذي يقاسمك شتى تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، فكم سمعنا زوجة تعاني من اختلاف طبع زوجها عنها أو بالعكس، فهو يحب أن يشاهد التلفاز بصوت عالٍ وهي بخلافه، هي تحب أن تنام في غرفة مظلمة وهو في غرفة مضاءة…. الخ، للوهلة الأولى يستسخف الطرفان هذه الأمور ولكن مع مرور الزمن وكثرة المسؤوليات والضغوط تصبح هذه الأمور الصغيرة، كبيرة جدًا وتؤدي لكثير من حالات الطلاق، فلا يخفى على أحد منا بأن حالات الطلاق في ازدياد بمجتمعاتنا، ومع اختلاف أسبابه تبقى النتيجة واحدة.
نسلط الضوء على اختلاف الطبائع بين الأزواج والطريقة المثلى لتعاملنا معها، من خلال الكاتب والمستشار الأسري مروان السليماني، يقول الأستاذ مروان بأن علينا أن نعي بداية بأن اختلاف الطبائع بين الأزواج لا يعني عدم وجود الحب والود في حياتهما، فالأمر جلّهُ متعلق بالوعي والتفاهم وتقبلنا لاختلافاتنا كبشر في بادئ الأمر، فالزواج أيضًا يُبنى على التفاصيل الحياتية الصغيرة، فكم من زوج اشتكى من زوجته بأنها تنام باكرًا وهو يحب أن يسهر لأوقات متأخرة وحدث بينهما الطلاق على هذه الأمور، التي أستطيع أن أقول عنها بأنها ليست جوهرية ولا تبنى عليها الأسر، ولكن ذلك وقع لعدم وعي الطرفين لأهمية هذه التفاصيل، لذلك أنصح بالتالي:
– التكلم بشفافية عالية: منذ البداية أي فترة الخطوبة ووضع النقاط على الحروف فهذه حياة طويلة، وذلك بالتحدث عن طباعهما بشكل واضح وصريح من أجل أن يعطي فرصة للطرف الآخر بمعرفة ما ينتظره لأجل أن يعطيه الخيار إما بالمضي قدمًا في هذه العلاقة أو إنهائها، أما بالنسبة للمتزوجين الذين يعانون من هذه الأمور، فأنصحهم بالجلوس سويًا وإعادة تنظيم أفكارهما والتكلم بكل شفافية.
– الاتفاق منذ البداية على النقاط الرئيسية الصغيرة منها والكبيرة: بأن يضعا رؤية واضحة لحياتهما من أصغر التفاصيل لأكبرها كمثل أي شراكة عمل، كأن يقول لها على سبيل المثال: بأني معتاد على تناول وجبة الغداء في الساعة الفلانية، وأحب الأكل بهذه الطريقة ولا يناسبني أن تخرجي مع صديقاتك كل أسبوع، وبالعكس أيضًا بأن تضع هي نقاطها، لكي يصلا لنقطة التقاء في الأمور التي يختلفان فيها.
– وضع النقاط المشتركة بينهما (نقاط الالتقاء): فرؤية كلا الطرفين للأمور المشتركة التي تجمعهما جدًا مهمة لنجاح العلاقات الزوجية، وخصوصًا في الأوقات التي تعصف فيها الرياح، فهي كالرواسي التي تنقذ الزيجات من خطر الطلاق.
– الوعي والحوار فيما بينهما: كل الذي نصحت به سابقًا يحتاج لوعي عالٍ جدًا وحوار بنَّاء بين الزوجين أو الخاطبين، فوعينا للطرف الآخر ولاحتياجاته ولأسلوبه في الحياة، يختصر علينا نصف الطريق لحل الخلافات أو لمعرفة مدى توافقنا مع الخطيب.
– وأخيرًا معرفة الذات هي السبيل لذلك كله، فكيف بأحد الطرفين أو كلاهما إجراء حوار مع الآخر وهما لا يعرفان ماذا يحبان وماذا يكرهان، أو ما هي الأمور التي تمثل بالنسبة لهما خطًا أحمر وما هي الأمور التي يستطيعان التنازل عنها، لذلك من المهم جدًا معرفة الذات.
وأخيرًا يقول مروان السليماني: بأنه إذا وصل الزوجان لمرحلة التصادم، حتى بعد اتباع الخطوات السابقة، فعليهما أن يتجها إلى مستشار للعلاقات الزوجية، كي يضع لهما خارطة الطريق لحياتهما.
The post الزواج يُبنى على التفاصيل الصغيرة appeared first on بنات, رجيم, موضه وازياء, وصفات طبخ, امومة وطفولة, علاج الاطفال, رشاقه, مكياج, منال العالم, زواج,.



