بنات محروم

كيف تكتشفين إصابة طفلك بـ«صعوبة التعلم»؟

2017-636243976663395811-339_608x403

«صعوبات التعلم «مشكلة تصيب الكثير من الأطفال، ولأنه من الصعب تشخيصها فإن الكثير من  الآباء والأمهات يتصورون أن أولادهم أغبياء أو مهملون ويلجأون إلى العقاب والضرب، ولذلك يجب على الأهل إدراك مؤشرات اكتشاف هذه المشكلة التي تؤثر في مستقبل أبنائهم، وعلاجها قبل أن تؤدي إلى الفشل الدراسي أو تعقد الأولاد.

ومن أهم هذه المؤشرات:

أولا: يعتبر النطق المتأخر إحدى علامات صعوبة التعلم، على الرغم من أنه لا يدل بالضرورة على إصابة الطفل بأي مرض. تبدأ السن الطبيعية للنطق من سن 7 أشهر إلى سنة وتختلف من طفل لآخر.

ثانيا: صعوبة في نطق بعض الكلمات بشكل صحيح أو يقوم الطفل بنطقها بشكل خاطئ.

ثالثا: يعاني الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التعلم من بطء اكتساب مفردات لغوية جديدة، إذ لا ينطقون الجمل بشكل سليم ويستعملون الكلمات غير المناسبة في كل مرة.

رابعا: صعوبة تعلم الأرقام و الحروف الأبجدية والأسماء، والألوان وتهجئة الأسماء وطريقة كتابتها، إضافة إلى عدم القدرة على تغيير نبرة الصوت عند الكلام.

خامسا: قد لا يقدر الأطفال الذين لديهم صعوبة في التعلم على تنفيذ الطلبات المتكونة من عدة خطوات بسبب عدم تطور مهاراتهم الحركية مقارنة بأترابهم.

سادسا: اطلبي من طفلك أن يروي لك حكاية وراقبي التسلسل، إذا وجدتِ أن طفلك لا يستطيع روايتها بالشكل الصحيح فربما تكون هذه أحد مؤشرات صعوبة في التعلم لدي صغيرك.

سابعا: صعوبة التعلم لدي الأطفال في بطء على مستوى تعلم الارتباط بين الحروف وطريقة نطقها بالشكل الصحيح، ارتكاب الأخطاء في القراءة والتهجي قلب الحروف وعكس الكلمات وإبدال موضعها.

أقل من المتوقع

ويرى  أستاذ أمراض التخاطب بجامعة عين شمس الدكتور محمد علي بركة أن صعوبات التعلم يقصد بها أن قدرة الطفل على التحصيل الدراسي أقل من المتوقع طبقا للمرحلة العمرية التي يدرس فيها، وأيضا إذا كان الطفل يعاني من أخطاء إملائية كثيرة على الرغم من المجهود الذي يبذل في المدرسة والبيت في هذه الكلمات التي تملى على الطفل، وعلى الرغم من ذلك ينساها الطفل بسرعة. ومشكلة صعوبة التعلم ظهرت في القرن الثامن عشر عند الألمان ثم ظهرت المدرسة الاسكندنافية  ووجدوا أن حجم المشكلة تصل إلى 10 % من الأطفال الذين يقل عمرهم عن 10 سنوات كما وجدوا أن المشكلة تختلف من الحضر إلى المدن ومن أهم الإشارات التي تدل على صعوبة التعلم:

1- صعوبة التعلم التطورية وهذه المشكلة لها علاقة بتأخر النمو اللغوي وتشكل 90 % من حالات صعوبة التعلم .

2 – صعوبة تعلم الأرقام الحسابية وتللك المشكلة تشكل 10 % من حالات صعوبة التعلم.

أما فيما يتعلق بالنمو اللغوي لدى الأطفال فيؤكد الدكتور محمد علي بركة أن بعض الأطفال يعانون من تأخر النمو اللغوي فيما يعرف بالإدراك الصوتي للغة وتلك المشكلة تنقسم إلى العديد من الجوانب منها:

أولا: طفل يقال له الكلمة عدة مرات ثم لا يستطيع قراءتها.

ثانيا: طفل آخر يقرأ الكلمة ولا يفهم معناها ومن هنا إذا كانت الصعوبة في القراءة أو الفهم يطلق عليها صعوبة التعلم اللغوي.

يؤكد الدكتور مجمد علي بركة أن أسباب صعوبات التعلم تعود أولا للبيئة، فهناك الكثير من حالات صعوبات التعلم سببها التلوث البيئي كوجود المدرسة بجوار ورش السمكرة أو مسابك الرصاص وهذا التلوث يؤثر بشكل كبير في التحصيل الدراسي. أو الفصول المزدحمة والتي يزيد عدد الطلاب فيها عن ستين طفلا في أحيان كثيرة أو الفصول غير جيدة التهوية أو سيئة الإضاءة.

وهناك أسباب متعلقة بالجهاز العصبي المركزي حيث تتعرض الأم أثناء الحمل للإصابة مثلا بالحصبة الألمانية أو الإجهاض المنذر وهذا يسبب 54 % من مشكلات صعوبة التعلم أو تعرضت الأم لتسمم الحمل أو تناولت أدوية بدون إذن الطبيب أو أن الأم مدخنة أو تتناول الكحوليات كل هذا يصيب الطفل بمشكلات صعوبة التعلم. ويحدث كذلك أثناء الولادة إذا  تعرض الطفل لنقص في الأوكسجين وتلك المشكلة تمثل40 % من حالات صعوبة التعلم بسبب حدوث بعض الإصابة الدماغية أثناء نقص الأوكسجين. كما أن الإصابة بالالتهابات البكتيرية والفيروسية الملازمة للأطفال في الصغر أحد الأسباب المهمة، وتلك المشكلة تسبب حوالي 6 % من حالات صعوبات التعلم. ويمكن أن تنشأ صعوبة التعلم كذلك من العوامل الوراثية كأن يعاني الأب أو الأم من هذه المشكلة في الصغر. ويشكل اضطراب البرمجة العليا للسمع داخل الجهاز العصبي المركزي بمعنى قدرة الطفل علي استخلاص الكلمة حتى وإن كانت الضوضاء من حوله كبيرة، سببا مهما فهناك الطفل الذي يسمع الكلمات ويفسرها بسهولة وهذا الطفل يملك القدرة على برمجة الكلمات بسهولة في حين هناك طفل آخر لديه مشكلة في برمجة الكلمات أو استدعائها عند الضرورة ودائما الأخطاء الإملائية لدى الطفل تعود لهذا السبب.

نصائح خاصة

ينصح الدكتور محمد علي بركة بأخذ التاريخ المرضي للطفل حتى ما قبل ولادته وبعد الولادة وأثناء السنوات الأولى للطفولة لتحديد سبب المشكلة، وعمل مجموعة من الاختبارات للطفل تحت إشراف الطبيب المختص مثل اختبارات اللغة والذكاء والتحصيل الدراسي، واتخاذ مجموعة من الإجراءات الخاصة بالسمع مثل الاستقبال السمعي للطفل والترابط السمعي والإغلاق السمعي والذاكرة السمعية المتعاقبة للطفل بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بالبصر كالاستقبال البصري والترابط البصري والإغلاق البصري والذاكرة البصرية المتعاقبة.

صعوبات التعلم أنواع

 ترى أستاذة طب الأطفال السلوكي والتطوري بقسم صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث الدكتورة ابتسام صلاح الدين أن العلم لم يقدم لنا حتى الآن الفهم الكامل لصعوبات التعلم. ولكننا نستطيع أن نضع تعريفا مبسطا يقرب إلى الأذهان طبيعة هذه المشكلة وهو وجود خلل وظيفي في طريقة استقبال المخ للمعلومات أو في طريقة معالجتها أو في طريقة تخزينها أو استدعاء هذه المعلومات عند الحاجة إليها. وينتج عن هذا الخلل ضعف في قدرة الطفل على اكتساب المهارات التعليمية في الوقت الذي يستطيع فيه أقرانه اكتسابها.

وحول متى يمكن تشخيص صعوبات التعلم وهل يمكن التنبؤ بها؟ تجيب الدكتورة ابتسام صلاح الدين :عادة يتم التشخيص عندما يبدأ الطفل المواجهة بالمقررات الدراسية من سن السادسة حتى الثانية عشرة وأحيانا بعد ذلك. وفي الوقت الحالي، لا توجد طريقة مؤكدة للتنبؤ في الأطفال الصغار دون سن الثالثة. ولكن هناك ما يسمى بالعلامات المنذرة (redflags) التي تساعد في اتخاذ خطوات مبكرة ومنها:  التأخر في النمو اللغوي أو التطور الحركي أو التطور الإدراكي أو الاجتماعي أو العاطفي أو تأخر في السلوك التكيفي.

وبالنسبة  لشروط تشخيص صعوبات التعلم

تقول الدكتورة ابتسام صلاح الدين ليس كل من يعاني من التعثر الدراسي يجب أن يكون لديه صعوبات تعلم. لذا فهناك عدة فحوصات يجب إجراؤها قبل التشخيص،

ومنها: تحديد حدة السمع والإبصار وقياس مستوى الذكاء. وعمل صورة دم كاملة لاستبعاد وجود الأنيميا التي قد تكون السبب في نقص الانتباه وعدم التركيز. وفحص كامل للبراز لاستبعاد وجود طفيليات تعوق هضم وامتصاص الطعام

واستبيان العادات اليومية للطفل في الغذاء والنوم والرياضة، واستبيان العلاقات الأسرية المحيطة بالطفل،  وتؤكد الدكتورة ابتسام صلاح الدين أن الأساليب العلاجية الفعالة لصعوبات التعلم المتنوعة هي أساليب سلوكية وتعليمية. ونادرا ما تشمل الأدوية، والنظام الغذائي، أو غيرهما من الأساليب غير السلوكية.

فبعد أن يقوم طبيب الأطفال المتخصص بالتشخيص يتم الاستعانة بمعلم التربية الخاصة لتقييم نقاط القوة والضعف لدى الطفل ووضع الهدف وبرنامج العلاج المناسب. وليست هناك خطة عامة تصلح لجميع الأطفال، بل يجب أن يوضع البرنامج الخاص لكل طفل على حدة. ولكن ما يجب التأكيد عليه هو ضرورة وجود فريق متكامل ومتعاون يسعى لتخفيف معاناة الطفل المصاب بهذا الاضطراب. يتكون هذا الفريق من: الأب والأم، معلم التربية الخاصة، إخصائي نفسي، وطبيب الأطفال المتخصص. وأحيانا يتم الاستعانة بإخصائي التخاطب أو إخصائي العلاج الوظيفي.  وأخيرا تنصح د. ابتسام صلاح الدين بأن الأطفال ذوي صعوبات التعلم ليسوا معاقين ذهنيا وليسوا مهملين أو كسالى، وأنه من الواجب علينا كآباء وأمهات ألا نسارع بعقاب أطفالنا إذا تعثروا دراسيا ولكن أن نفتح لهم قلوبنا وعقولنا ونحاول تفهم مشكلاتهم ومساعدتهم على حلها.

The post كيف تكتشفين إصابة طفلك بـ«صعوبة التعلم»؟ appeared first on بنات, رجيم, موضه وازياء, وصفات طبخ, امومة وطفولة, علاج الاطفال, رشاقه, مكياج, منال العالم, زواج,.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *