بنات محروم

عدم اكتمال نمو المخ.. سبب التصرفات الطائشة بفترة المراهقة

2017-636259888724793391-479_608x403

تعد فترة المراهقة مرحلة حرجة فى حياة الأبناء والآباء أيضا، فهى المرحلة التى يتغير وينضج فيها الأبناء ليس فقط من الناحية الجسمانية لكن من الناحية النفسية أيضا، لذا يجد الآباء صعوبة كبيرة فى التواصل مع أبنائهم مما قد يتسبب فى حدوث الكثير من المشاكل لما تتسم بها تلك الفترة من تصرفات غير محسوبة أو طائشة للأبناء، لكن قبل أن نتسرع ونلقى اللوم عليهم يجب أن نطلع على أحدث ما ذكرته الأبحاث والدراسات العلمية التى أجريت مؤخرا على مخ المراهق والتى أثبتت أن تلك التصرفات والسلوكيات التى قد تتسم بالحماقة في كثير من الأحيان يكون سببها عدم اكتمال نمو ونضج أجزاء بعينها فى المخ لذا فالأمر خارج عن إرادتهم.

ذكرت مجلة «فوكاس» العلمية أن للمراهقة أشكالا متعددة منها المراهقة التوافقية وهى التى تمر بسلام بدون أى مشكلات أو صعوبات والمراهقة الانسحابية وهى التى ينعزل فيها المراهق عن المجتمع ليتأمل ذاته ومشكلاته والمراهقة العدوانية وهى التى تتسم بالعدوانية والتقلبات المزاجية الحادة وهى أصعب أنواع المراهقة. وفى كل الأحوال فتلك الفترة تحتاج إلى اهتمام زائد من قبل الآباء وفى السطور التالية نقدم أحدث ما توصل إليه العلماء حول تلك الفترة الحرجة من عمر الإنسان فى محاولة لتفهم طبيعتها لتحقيق المزيد من التفاهم والتوافق بين الأبناء والآباء.

مخ المراهق يعمل بطريقة مختلفة

تمتد فترة المراهقة من سن 13 إلى 19 عاما ويعانى خلالها المراهق من التقلبات المزاجية والاندفاع إلى بعض التصرفات التى تتسم بالحماقة وحب المغامرة والمخاطرة بالإضافة إلى حب السهر ليلا لساعات متأخرة من الليل. وأشارت الإحصاءات إلى أن معدل الوفاة بسبب ممارسة أنشطة خطرة ومتهورة بين المراهقين تزيد بنسبة 200 % عن معدل الوفيات بين الأطفال صغار السن ويأتى السبب الأول لتلك النسبة إلى حوادث السيارات فهى المسئولة عن نحو نصف وفيات المراهقين ويأتي بعدها القتل والانتحار فى المرتبتين الثانية والثالثة، الأمر الذى دفع العلماء إلى فحص ودراسة مخ المراهق لمعرفة السبب وراء تلك التصرفات والسلوكيات التى تتسم معظمها بالتهور والاندفاع. وبعمل أشعة رنين مغناطيسى على المخ وجد العلماء أن مخ المراهق يعمل بطريقة مختلفة عن مخ الطفل الصغير والشاب الراشد فهو بمثابة كيان فريد مستقل بذاته يتميز بسرعة التغير، وأكدوا أن تصرفاته تلك سببها عدم اكتمال نمو عمليات الاتصال بين خلايا المخ فالبعض يعتقدون أن مخ الإنسان ينضج مع تقدمه فى العمر مع اكتمال نمو خلاياه لكن الحقيقة أن المخ ينضج عندما تزيد عمليات الاتصال بين خلاياه وأعصابه وتزداد هذه العملية مع التعلم وخوض التجارب فيصبح الإنسان أكثر نضجا. وأشار العلماء إلى أن هناك جزءا فى المخ هو المسئول بشكل مباشر عن سلوك المراهق ويعرف باسم الجهاز الحوفى «limbicsystem» فمع بداية مرحلة البلوغ من سن 10 إلى 12 سنة يزداد نشاط وتطور هذا الجزء وهو المسئول عن العواطف والانفعالات كما أنه يعطى شعور المكافأة عندما يمارس الفرد أنشطة ممتعة أو خطيرة وفى الوقت نفسه ينمو ويتطور  جزء آخر فى المخ يسمى الفص الجبهى الأمامى «frontalcortex»  وهو الجزء المسئول عن كثير من تفاصيل التفكير العقلانى مثل الوعى والتخطيط واتخاذ القرارات وضبط التصرفات غير اللائقة لكن معدل نمو هذا الجزء لا يحدث سريعا مثل نمو الجهاز الحوفى أو مركز العواطف فهو لا ينضج إلا عندما يصل الفرد إلى سن العشرين. وتقول البروفيسور فرانسيس جينسن بجامعة بنسلفانيا ومؤلفة كتاب «TheTeenageBrain» إنه مع عدم التوافق فى نضج أجزاء مخ المراهق، فالنمو السريع لمركز العواطف والنمو شديد البطء لمركز الوعى والتعقل، يغلب على المراهق التفكير العاطفى المتسرع الذى يميل إلى الخطورة والتهور وكلما اقترب المراهق من سن العشرين تصبح تصرفاته أكثر نضجا وعقلانية واتزانا بسبب توازن نضج ونمو مركزى العاطفة والوعى لديه. وتقول فرانسيس إن أحدث الدراسات تشير إلى أن السلوك المحب للمغامرة والمخاطرة لا يشير إلى وجود مشكلات معرفية أو انفعالية لكنه نتيجة طبيعية لتطور مخ المراهق فهذا السلوك ينشأ بسبب عدم التوازن بين نمو الموصلات العصبية فى مخ المراهق فسرعة نموها فى مركز العاطفة يجعل مركز الوعى والاتزان غير قادر على ضبط هذا السلوك الطائش ويستمر مركز الوعى أو الفص الجبهى الأمامى فى النمو بزيادة الوصلات العصبية بين خلاياه حتى يصل الفرد إلى سن العشرين فيتحقق التوازن فى عمل مركزى المخ وبالتالى التوازن الحقيقى فى سلوكيات الفرد ويصبح المراهق المتهور شابا عاقلا ومستقرا. وبالتالى يكون المخ هو آخر عضو فى جسم الإنسان من حيث النضج واكتمال النمو فهو يستمر فى التطور خلال فترة المراهقة ليكتمل تماما فى منتصف العشرينيات من العمر.

التعلم واكتساب المهارات

تقول الدكتورة لورين شيرمان بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس إن المراهق عندما يقوم بعمل تصرف متهور أو خطر فهو يكون تصرفا خاطئا لكنه بالنسبة للمراهق تصرف طبيعى لأن اللذة التى يحصل عليها المراهق من مركز المكافأة فى المخ عندما يقوم بهذا التصرف تتفوق بكثير على قوة الوعى والالتزام بالتصرفات الصحيحة فيجد نفسه منجرفا إلى الحصول على هذه اللذة أو المتعة حتى وهو يدرك أنها مرفوضة ولها تبعات خطيرة. وتشير الدكتورة لورين إلى أن مرحلة المراهقة كما تحمل بعض الأمور المرفوضة فإنها أيضا مرحلة ينفرد فيها المراهق بالعديد من المهارات والقدرات التى لا تتميز بها أى مرحلة عمرية أخرى فى حياة الإنسان. وتضيف الدكتورة لورين أن الدراسات أثبتت أن المراهقين يتمتعون بقدرة كبيرة على التعلم واكتساب المهارات والاستيعاب والتذكر بشكل أكبر من الراشدين وذلك لأن الجزء المسئول عن الذاكرة والتعلم فى المخ والمعروف باسم «hippocampus» يتميز فى تلك المرحلة العمرية بنشاط فريد كما أنه يكون مرتبطا عصبيا بصورة كبيرة بمركز المكافأة. وأشارت دراسة أجريت حديثا إلى أن المراهقين يتمتعون بقدرة عالية فى التعامل مع الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة بشكل كبير وذلك من خلال المحاولة والخطأ. ويتمتع المراهقون بقدر كبير من الشجاعة والإقدام وحب المغامرة الأمر الذى يفتقده الراشدون كما أنهم يجدون سهولة فى التأقلم مع البيئات المختلفة والاندماج الاجتماعى مع الآخرين.

السهر ليلا

يعانى المراهقون من السهر لساعات متأخرة من الليل والاستيقاظ فى ساعة متأخرة من النهار، ويظن الآباء أن أبناءهم يعاندون ويتمردون عليهم لكن حتى نمط النوم والاستيقاظ يمكن أيضا فهمه وتفسيره بما يجرى فى مخ المراهق فمن الناحية العلمية فإن تغير هرمونات المراهقين بسرعة كبيرة يولد لديهم حالة من الأرق واضطراب النوم كما أن مخ المراهق يفرز هرمون الميلاتونين «melatonin» ، وهو الهرمون المسئول عن الإحساس بالنوم، متأخرا عن الموعد الذى يفرزه مخ الشخص الراشد بعدة ساعات حيث يتأخر إفرازه من الساعة العاشرة مساء إلى الواحدة صباحا وهكذا فإن ميل المراهقين للسهر سببه فسيولوجى وليس اختيارا، لذا على الآباء ألا يتسرعوا فى الحكم على أبنائهم ويحاولوا فهم طبيعة المرحلة الصعبة التى يمرون بها وألا يتشاجروا معهم بل على العكس يحاولون مد جسور الاتصال معهم ومدهم بقدر من الاستقلالية والمسئولية ومحاولة عدم المبالغة فى التدخل فى خصوصياتهم أو التضييق عليهم بل الحرص على توجيههم بشكل إيجابى ومتابعتهم بصورة معتدلة للإبقاء على علاقة وثيقة معهم، وبوجه عام فإن فهم مرحلة المراهقة من الناحية البيولوجية من الممكن أن يساعد الآباء على التعامل مع الأبناء بشكل صحيح خاصة إذا تمكن الآباء من فهم تقلباتهم المزاجية والدوافع الحقيقية وراء تصرفاتهم وسلوكياتهم.

The post عدم اكتمال نمو المخ.. سبب التصرفات الطائشة بفترة المراهقة appeared first on بنات, رجيم, موضه وازياء, وصفات طبخ, امومة وطفولة, علاج الاطفال, رشاقه, مكياج, منال العالم, زواج,.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *